زوار مدونتى الاكارم

مرحبا بكم فى مدونتى المتواضعة التي ارحب فيها بإقتراحاتكم وتعليقاتكم كما اتمنى ان استفيد من اضافاتكم ،،



الخميس، 21 يوليو 2011

الصيرفة الاسلامية
لقد سيطر القذافي على ليبيا لفترة تناهز 42 سنة ، واعمل فيها الفساد والتأخر الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وحتى السياسي الممنهج والمقصود، وجعل الربا في المصارف الليبية قاعدة اساسية لحل مشاكل المواطنين التي يقعون فيه وللأسف باستمرار ، حتى ان الاغلبية العظمة من الشعب الليبي لم يسلم من هذا الوباء وايضا لم يكن يعرف اغلب الشعب بشكل واضح معنى الصيرفة الاسلامية واساليبها التي تتعامل بها مع المواطنين ،ومدى نجاعة هذه المصارف في تقديمها للخدمات واساليب التمويل للمواطنين التي هي في الاساس موافقة لأحكام الشريعة الاسلامية ،
وفي هذا المقال سوف نشرح بشيء من الايجاز الخدمات التي تقدمها المصارف الاسلامية واساليب التمويل التي تستخدمها في تمويل الافراد والشركات المختلفة، حتى يكون المواطن الليبي على علم بأهمية المصارف الاسلامية وتأثيرها على المواطن من ناحية اقتصادية واجتماعية، وكذلك تأثيرها على الدولة بشكل كامل.
تقدم المصارف الاسلامية مجموعة من الخدمات منها ،فتح حسابات الودائع ، اصدار خطابات الضمان (بتغطية كاملة) تحصيل الصكوك ،تحصيل الاوراق التجارية، شراء وبيع والاحتفاظ بالأوراق المالية، خدمات عملاء الاستثمار، تأجير الخزائن الحديدية ،هذه الخدمات هي في الاساس نفس الخدمات التي تقدمها المصارف التقليدية الا انها تتقاضى مقابل هذه الخدمات عمولات وفقا للشريعة الاسلامية وليست فوائد، بالإضافة الى مجموعة اخرى من الخدمات التي لا تقدمها المصارف التقليدية منها على سبيل المثال ادارة صناديق الزكاة ، بالإضافة الي الاشراف على الندوات والمؤتمرات والمحاضرات التوعوية التي يتم اعدادها من قبل خبراء وعلماء في مجالات مختلفة تهم جميع شرائح المجتمع وخاصة في المجال الديني الشرعي.
اما اساليب التمويل التي تستخدمها المصارف الاسلامية فهي تختلف كثيرا عن اساليب التمويل التي تقدمها المصارف التقليدية، ومنها :-
المرابحة ، وتمثل الاسلوب الاكثر استخداما في المصارف الاسلامية وهي نوعان، المرابحة العادية والمرابحة المركبة. وتقوم المرابحة العادية على شراء السلع التي يرى المصرف ان المجتمع في حاجة لها ثم يعاود المصرف بيعها من جديد، اما المرابحة المركبة فهي تعتمد على ان يتقدم العميل الى المصرف بفاتورة عرض لغرض شراء سلعة معينة ،ثم يقوم المصرف بشراء هذه السلعة ويمتلكها ويجري عقد بيع للعميل من جديد مع هامش ربح وتقسط القيمة على فترة من الزمن ، وهذا الاسلوب يمكن بكل بساطة وموضوعية ان يحل محل اسلوب السلف الاجتماعية والاعتمادات الخارجية التي يستخدمها المصرف التقليدي،
المضاربة ، هذا الاسلوب يقوم على الشراكة بين رب المال ورب العمل، اي ان العميل يتقدم الي المصرف الاسلامي ويقدم له امواله التي يرغب في استثمارها والتي في العادة العميل ليس له الدراية الكافية في الجوانب الاستثمارية المختلفة، لهذا يستثمر المصرف الاموال في نشاطات مختلفة وعند الحصول على الارباح يتم تقاسمها بين المصرف والعميل اما مناصفة او حسب الاتفاق، ويمكن ان يكون العكس صحيح، وتنقسم المضاربة الى نوعين ،مضاربة مقيدة ومضاربة غير مقيدة ،فالمضاربة المقيدة تعني ان العميل يحدد النشاط الذي يرغب في استثمار المصرف لأمواله فيه، اما المضاربة الغير مقيدة فهي ان يخول العميل المصرف لغرض استثمار امواله في أي نشاط يراه المصرف مناسب.
المشاركة ، هذا الاسلوب يقدم النموذج الاساسي لعمل المصارف الاسلامية ،حيث يقوم هذا النموذج على المشاركة بين العميل والمصرف الاسلامي في كل من العمل والاموال ،كما ان المصرف يقوم بعملية الدراسات الاولية للمشروع ، وايضا يدعم المشروع في عملياته الانتاجية والتسويقية، وبالتالي يعمل المصرف الاسلامي كمستشار مالي للمشروع ،ويمكن ان يمول المصرف الاسلامي رأس المال الثابت (طويل الاجل ) وهذا ما تتحاشاه المصارف التقليدية ،كما ان المصرف الاسلامي يختار المشاريع التي تعتمد على الأيدي العاملة اكثر من اعتمادها على الآلات وهذا من ضمن اهدافها الاجتماعية، وهذا الاسلوب يفيد البيئة التي يعمل فيها المصرف بأن يخلق فيها مشاريع جديدة وهذا ما يعرف عند اهل الاقتصاد بالقيمة المضافة  ويحافظ على مشاريع قائمة ويقضى بدرجة كبيرة على البطالة.
عقود الاستصناع ،هذا الاسلوب يقوم على تقدم العميل للمصرف لغرض ان يصنع له سلعة معينة يحتاجها العميل مثل ان يطلب العميل من المصرف بناء منزل او مبنى تجاري او صناعة قارب للصيد او الات ثقيلة لا يستطيع العميل ان يقتنيها بماله او لا يعرف كيف يقتنيها، وبالتالي يقوم المصرف بهذا العمل ويدفع تكاليف التصنيع ثم يقسط القيمة مع هامش ربح للعميل، وكما يمكن للمصرف ان يتعاون مع الشركات التي يجري معها عقود مشاركة وبالتالي يكون قد استثمر في الحالتين، وهذا الاسلوب يمكن ان يحل محل القروض العقارية وايضا جانب من الاقراض بواسطة الجاري مدين الذي يستخدمه المصرف التقليدي، وايضا هذا الاسلوب يتميز بأنه محرك جيد لعجلة الانتاج .
البيع بالتقسيط ، هذا الاسلوب من اسهل اساليب التمويل في المصارف الاسلامية حيث يمكن ان يشتري المصرف سلعة معينة ثم يقوم بتقسيطها على فترة من الزمن مع هامش ربح وهذا الاسلوب يسهل على الافراد الحصول على السلع التي يرغبون فيها وبالتقسيط المريح.
بيع السلم ، هذا النوع يعتمد على بيع السلع بحيث يتم دفع القيمة بشكل معجل مع استلام السلعة بشكل مؤجل، وفي هذا الحال يقوم المصرف الاسلامي بشراء محصول زراعي مثلا ودفع قيمته عاجلا مع الوعد باستلام المحصول عند الحصاد ،وبذلك يكون المصرف قد مول المزارع قبل بداية عملية الزراعة لكي يتمكن من شراء البذور والسماد وايضا مكن المزارع من بيع محصوله بعد ان يتم حصاده، كما يمكن ان يستعمل هذا الاسلوب في تمويل انتاج السلع الاخرى المختلفة بنفس الطريقة.
الاجارة ، وتعني ان يستخدم شخص معين شيء ما لفترة من الزمن مقابل قيمة معينة يدفعها ، وهذا الاسلوب في عمل المصارف الاسلامية له نوعان ، اجارة تشغيلية واجارة تمويلية ، فالإجارة التشغيلية تتمثل في قيام المصرف الاسلامي بشراء الات او معدات او بناء تجاري او اثاث واعادة تأجيره الي من يحتاج اليه لفترة من الزمن ، اما الاجارة التمويلية فهي شبيهة بالإجارة التشغيلية الا ان العميل من حقه ان يمتلك الاصل المؤجر في نهاية المدة مقابل ان يرتفع القسط بقيمة الربح الذي يرغبه المصرف، وهذا الاسلوب يوفر الاصول المرتفعة الثمن للمشروعات وخاصة الصغيرة منها ، وبالتالي يكون لهذا الاسلوب اهمية كبيرة جدا في دعم المشروعات الصغيرة وتنميتها، وكما نعلم فإن المشروعات الصغيرة تعتبر ذات اهمية كبيرة نظرا لانتشارها الواسع على نطاق المجتمع كذلك امكانية استيعابها للعمالة اكثر من الآلات .
وبهذا نجد ان المصارف الإسلامية من ناحية اقتصادية واجتماعية وتمويلية  تقدم خدمات افضل من تلك الخدمات التي تقدمها المصارف التقليدية ، وتمنح تمويلات اكثر نجاعة من تلك التمويلات التي تقدمها المصارف التقليدية ، هذا بالإضافة الى انها تعمل بشكل موافق للشريعة الاسلامية مما يجعل الناس يتعاملون معها برضا واطمئنان ، كما ان الشعب الليبي متعطش الي محاربة الربا والتخلص منه ، لذا يجب ان تتضمن مطالبنا في ليبيا ما بعد القذافي ان تتحول مصارفنا الي النظام الاسلامي ، ولا اقل من ان نهدي الى شهدائنا الابرار دولة مدنية حرة متطورة حضارية تسير على شرع الله حتى لا تكون دمائهم قد ضاعت هدرا.