زوار مدونتى الاكارم

مرحبا بكم فى مدونتى المتواضعة التي ارحب فيها بإقتراحاتكم وتعليقاتكم كما اتمنى ان استفيد من اضافاتكم ،،



الجمعة، 2 ديسمبر 2011

كيف يمكن ان نؤسس مصرفا اسلاميا في ليبيا (رؤية مختصرة )


بعد النجاح الذي حققه الثوار الليبيون في ثورتهم ضد طاغية العصر القذافي ، يتجه الان الليبيون الي بناء ليبيا من جديد بعد ان اعمل فيها القذافي خرابا ودمارا ، ومن اهم القطاعات التي يركز عليه الليبيون في عملية البناء هو القطاع الاقتصادي ، ومن المعلوم ان من اهم ادوات القطاع الاقتصادي  هو الجهاز المصرفي الذي يمثل اهم مصدر من مصادر التمويل للقطاع الاقتصادي ، ويتمثل الجهاز المصرفي الليبي في المصرف المركزي ومصارف متخصصة ومصارف تجارية ، ويعمل المصرف المركزي كمشرف على عمل المصارف التجارية ويهدف الي اصدار النقود وادارة السياسات النقدية والائتمانية في الدولة ، اما المصارف المتخصصة فهي تابعة للدولة وتهدف الي تمويل قطاع معين ،على سبيل المثال مصرف الادخار والاستثمار العقاري يهتم بالاستثمار وتمويل قطاع الاسكان، ومصرف التنمية يهتم ويمول قطاع الصناعة، والمصرف الزراعي يهتم ويمول القطاع الزراعي ، اما المصارف التجارية فهي المصارف التي يجب ان تمول الافراد والتجار الذين يحتاجون الي الاموال في المدى القصير والمتوسط في اقصى تقدير ، وهى ايضا عبارة عن شركات تجارية تعمل كوسيط بين الافراد والمؤسسات ذات الفائض في الاموال والافراد والمؤسسات ذات العجز في الاموال، ومن ابرز اعمالها في ليبيا ادارة المرتبات في المؤسسات الحكومية والخاصة بين المؤسسات والمواطنين .
وعند الحديث عن المصارف الاسلامية فإننا سوف نتحدث عن مصارف تشمل في نشاطها الصفات التي تتميز بها المصارف المتخصصة والمصارف التجارية مع زيادة في الخدمات وصيغ التمويل ،
فكما ذكرنا ان المصارف هي شركات تجارية لذا فإن تأسيس هذه الشركات يكون اما عن طريق الدولة وتكون تابعة للقطاع العام او يتم تأسيسها عن طريق القطاع الخاص وهذا التأسيس له طريقتين اما عن طريق بعض الافراد ممن يملكون قيمة رأس المال الذي يمكن بواسطته تأسيس المصرف او عن طريق الاكتتاب في الاسهم في حال كان في الدولة سوق للأوراق المالية ، وهذه الطريقة هي الافضل لما فيها من فائدة في الحصول علي المزيد من الاموال وتوزيع المخاطر على شريحة كبيرة من الافراد ، هذا بالنسبة لطريقة تأسيس المصرف كشركة تجارية ، اما من ناحية تأسيس المصرف كمصرف اسلامي فإننا نواجه في ليبيا نوعين من التأسيس وهما :-
أتأسيس المصرف الاسلامي من القاعدة.
ب – تحويل مصرف ربوي تقليدي الي مصرف اسلامي.
أتأسيس المصرف الاسلامي من القاعدة ، وهى ان يتم تأسيس المصرف الاسلامي  وهو لم يكن موجودا من قبل ، وذلك اما عن طريق الدولة او عن طريق اصدار اسهم للاكتتاب في سوق الاوراق المالية ، فإذا ارادت الدولة ان تؤسس مصرف اسلامي فإنها توفر الاموال اللازمة وتضع الخطة الاستراتيجية للعمل في المصرف والدراسات الاولية بجميع جوانبها الاقتصادية والادارية والمالية والتسويقية وحتى النظام الالكتروني الذى يسهل العمل في المصرف ويسهل من تقديم الخدمات للعملاء ، بالإضافة الى اهم نقطة في العمل المصرفي الاسلامي وهى ان يتم اختيار هيئة من علماء الشريعة الاسلامية المتخصصين في مجال المعاملات المالية الاسلامية  من امثال الشيخ الدكتور الصادق بن عبدالرحمن الغرياني والشيخ الدكتور اسامة الصلابي، حيث ان هذه الهيئة تعتبر اهم ادارة من ادارات المصرف الاسلامي والتي تتبنى اعداد نماذج العقود الشرعية للمعاملات وصيغ التمويل وتراقب عن كثب العمل اليومي في المصرف مما يعطي الثقة اللازمة للعملاء في شرعية المعاملات ، كذلك تهتم الدولة بتدريب العاملين في المصرف الذين يتم اختيارهم على العمل المصرفي الإسلامي والذى يختلف بعض الشيء عن العمل المصرفي التقليدي ، وايضا العمل على توعية المواطنين بطبيعة العمل المصرفي الاسلامي من خلال الندوات والمحاضرات ووسائل الاعلام المختلفة الاخرى لنشر التوعية ،
اما في حال انه تم تأسيس المصرف الاسلامي عن طريق القطاع الخاص أي عن طريق الاكتتاب في سوق الاوراق المالية ، فإن الموضوع يتدرج على النحو التالي :-
بداية يتنادى مجموعة من الافراد الذين يرغبون في انشاء مصرف اسلامي من اصحاب الاموال والذين لديهم القدرة على وضع الخطط الاستراتيجية لإنشاء المصرف او يكلفون من لديه القدرة على وضع الخطط  ويقومون بالإجراءات التالية :-
·   وضع خطة استراتيجية  متكاملة لإنشاء المصرف من حيث رأس المال وشكله وقيمته، والموقع الذي سيعمل فيه المصرف والاتفاق حتى على المبنى، والخدمات التي سوف يقدمها في بداية نشاطه ، والهيئة الشرعية التي تتولى وضع العقود الشرعية وتصنيفها ووضع الالية الشرعية للمعاملات المالية وصيغ التمويل ، بالإضافة الى وضع اليه العمل الادارية والمالية والمحاسبية والقانونية للموظفين في المصرف  وكذلك للعملاء، بالإضافة الى اعداد منظومة الكترونية لتسيير العمل وتسهيله بالمصرف ،
·   عند الاتفاق على رأس المال واعداد الخطط السابقة فانه يتم الاتفاق اما مع سوق الاوراق المالية او احد المصارف لغرض اصدار الاسهم والاكتتاب فيها وفقا للقوانين السارية في الدولة ، وبعد ان يتم اصدار الاسهم ويتحصل المصرف على الاموال يتم شراء اصول المصرف من مبنى واثاث واجهزة حاسوب وادوات اخرى قد يحتاجها المصرف ،وتعيين الموظفين وتدريبهم على العمل المصرفي الاسلامي من خلال دورات تدريبية اما في داخل الدولة او في الخارج ومن الجهات التي من الممكن ان تساهم في تأسيس مصارف اسلامية في العالم بنك التنمية الاسلامي الموجود في جدة وهو يعتبر مصرف  دولي .
·   عند اتمام كل ما سبق يبدأ المصرف في العمل وفتح حسابات الزبائن ومن ثم البدء في تمويل الافراد والشركات بطرق التمويل الاسلامي المعروفة، وبعد ان يستمر في المصرف في عمله ويحقق الارباح يبدأ تدريجيا في افتتاح فروع في مناطق اخرى لغرض التوسع في تقديم الخدمات للمواطنين .  
ب – تحويل مصرف ربوي تقليدي الي مصرف اسلامي ، وهذا ما يعرف بالتحول التدريجي للمصرف الاسلامي . حيث يكون المصرف قد سبق وان عمل في مجال الصيرفة الربوية وترغب الدولة في تحويله من النظام الربوي الي النظام الاسلامي  ويبدأ التحول من اتخاذ الادارة قرار التحول بعد ان تجري مجموعة الدراسات الاولية الاقتصادية والمالية والتسويقية والفنية التي تبين للإدارة مدى نجاعة العمل بالصيرفة الاسلامية ، كذلك اختيار الهيئة الشرعية للمصرف وتدريب العاملين بالمصرف على المعاملات المصرفية الاسلامية واعداد العقود الشرعية لصيغ التمويل والخدمات التي من المتوقع تقديمها للزبائن ثم بعد ذلك يبدأ المصرف في التحول حيث يبدأ بتقديم بعض صيغ التمويل الاسلامية وايقاف الصيغ التمويل التي قد تحل محلها من الصيغ الربوية على سبيل المثال تقديم صيغة المرابحة وايقاف السلف الربوية وتوسيع مجال المرابحة لكى يشمل مجالات كانت تغطيها السلف مثل شراء مواد البناء والاثاث ثم توسيع مجال المرابحة مرة اخرى لكي يشمل الاستيراد من الخارج وايقاف العمل بالاعتمادات المستندية  وبعد ذلك يبدأ المصرف في استخدام اساليب اخرى للتمويل مثل المضاربة والمشاركة وايقاف التسهيلات الائتمانية والبدء ايضا في التأجير التمويلي وبيع السلم البيع بالتقسيط ، اما ما يخص الخدمات الاخرى فهي لا تحتاج الى تدرج مثل فتح الحسابات وتأجير الخزائن وخطابات الضمان التي من الممكن ان تكون صيغة تمويل وتكون خدمة في نفس الوقت ،
واخيرا فإن انشاء مصرف اسلامي في ليبيا ليس بالأمر الصعب ولا الامر الهين انما هو امر يحتاج الي قرار جرئ والي عزيمة والحمد لله فالقرار الجريء تم اتخاذه ولا تزال الا العزيمة التي انا متأكد ان ابناء ليبيا لا تنقصهم ، والحمد لله رب العالمين .